تفسير الروؤى التي أعطتها العـذراء للاطفال في فاتيما

 أثناء الحرب العالمية الاولى  ظهرت العذراء فوق شجرة البلوط  لثلاثة اطفال (  لوسيا دوس سانتوس 10 سنوات وفرانسـسكوا مارتو 9 سنوات واختهُ جاكنتا 7 سنوات)  حين كانوا يرعون أغنامهم قرب مدينة فاتيما قي البرتغال في 13/05/1917 وطلبت منهم العودة إلى نفس المكان وفي نفس اليوم لمدة ستة اشهر متتالية , وفي الظهور الثالث في 13/07/1917 أرتهم العذراء ثلاثة روؤى:

الرؤيـا الاولى

فتحت السيدة يديها كما فعلت في الشهرين السابقين,  وكانت اشعـة النور الخارجة منهما كأنها تنفذ إلى داخل الارض فرأينا  بحر عظيم من النار وكان يبدوا كأَنََّهُ تحت الارض, وفي هذا البحر كان الشياطين وما يشبه ارواح بشرية تشبه جمرات شفافة مسودة برونزية المظهر يطوفون على سطح الحريق, ويلقون في الهواء إلى الاعلى بواسطة السنة اللهب الخارجة منهم ويحيطُ بهم سحبُُ من الدخان الكثيف, ثم يسقطون إلى اسفل بكل إتجاه كشرر ينبثق من نار حامية, لم يكن لهم وزن او اسـتقرار ثابت وتتعـالى صرخاتهم وتنهـداتهم من شدة الالم وفقدان الامل. هذا المنظر أخافنا وأفزعنا وأخذنا نرجف من شدة الخوف, وكان من الممكن معرفة الشياطين لأنهم كانوا بهيئةِ حيوانات لم نرى مثلها من قبل ذات هيئة مفزِعة مقززة لونهم أسود جمري شفاف. وهذهِ الرؤيا إستمرت للحظة ولكن لهولها شكرنا الله إن العذراء وعدتنا عندما رأيناها اول مرة أن تأخذنا إلى الملكوت, وإلا لكنا متنا من الخوف والفزع.

التفسير: الرؤية الاولى تخص جهنم النار, ولا داعي لنفسر شيء , حيث قد فعـلت العذراء ذلك بنفسها في بداية الرؤية الثانية, لكن نرجوا من الله أن يُنقذنا وإياكم منها بدم الرب يسوع المسيح المراق على الصليب لخلاص البشر الذين يؤمنون بفدائِهِ ويقبلونَهُ.

الرؤيـا الثـانية

  ثم نظرنا إلى العذراء خائفين فقالت لنا بحنية وحزنِِ عميق: " لقد رأيتم جهنم حيثُ يذهب الخطاة المساكين, ولغرضِ إنقاذهِـم يُريد الله أن يؤسـس في هذا العالم عبادة تكريس لقلبي الطاهر, وإذا نفذَ ما أقول لكم , سيمكن انقاذ الكثير من الارواح ويكون هناك سلام , هذهِ الحرب ستنتهي ( الحرب العالمية الاولى )  ولكن إن لم  يتوقف الناس من إغاضة الله فستقوم حرب أُخرى في زمن البابا بيوس الحادي عشر ( فترة بابويتِهِ كانت من 6/2/1922 ولغاية 10/02/1939 ), ولما ترون السماء مضاءة بالليل لسبب غير معروف إِعلموا في حينِهِ إنَّ الله سيُعاقب العالم على جرائِمِهِ قريباََ بالحرب والمجاعة والاضطهادات التي ستأتي على الكنيسة والبابا .

ولمنع هذا من الحدوث سوف اطلب تكريس روسيا لقلبي الطاهر, وتناول الترضية لكل سبت , وإذا تم تنفيذ طلبي سوف يكون من الممكن إِنَّ تهتدي روسيا ويكون هناك سلام, وفي حالة عدم حصول ذلك ستنشر روسيا اخطائها في العالم مسببة حروب وإضطهادات للكنيسة وسوف يستشهد الاخيار والبابا سيمر في فترة قاسية, وسيُباد عدة شعوب. ولكن في النهاية سينتصر قلبي الطاهر, والبابا سوف يُكرس روسيا لي , وستهتدي روسيا ويكون هناك فترة من السلام في العالم.

 في البرتغال سيكون الايمان دائماََ موجود.... "  ألخ ", لا تخبروا عـن هذا احد , لكن طبعاََ اخبروا فرانسسكوا .

التفسير: إن لم  يتوقف الناس من إغاضة الله فستقـوم حرب أُخرى في زمن البابا بيوس الحادي عشر ( فترة بابويتِهِ كانت من 6/2 /1922 ولغاية 10/02/1939 ),  وفعلا قامت الحرب العالمية الثانية في زمن البابا بيوس الحادي عشر واستمرت من  1937 حيث ابتدأت في اسيا وانتهت بهزيمة المانيا في 02/05/1945 ومات خلالها 62 مليون شخص معظمهم من المدنيين بالحرب والمجاعات والقصف الجوي العشـوائي للمدن الاهلة بالسكان إنتقاماََ ولغرض تدمير كل شيء للعـدو ,  واستعملت الاسلحة النـووية من قبل الولايات المتحدة الامريكية فوق هيروشيما وناكازاكي لا لشيْ إلا لغرض تجربة مفعول السلاح النووي على البشر وعن عَمْـد ,  وتم التفجير في الجو لـيكون الدمارعلى أشده بعد أن كانت اليابان قد أبدت إسـتعدادها للإسـتسلام بشرط عدم المساس بألإمبراطور, فرفضت امريكا الشرط لانهم كانوا يريدون إستسلاماََ غير مشروط , والذي حصلوا عليهِ بعد إستعمال السلاح النووي وتجريبهُ المتعمد على اليابان , وبعد الاستسلام لم يمسوا الإمبراطور الاله بأي سوء  في أي حال من الاحوال.

 ومن وقت نهاية الحرب العالمية الثانية الرسمي عاش العالم في فترة الرعب النووي والمنافسة بين الاتحاد السوفياتي وامريكا , بين الاشتراكية الروسية ومبدأ الدين أفيون الشعـوب وبين الدول الاوربية وامريكا الرأسمالية ولو تحت اسم المسيحية بهتاناََ وكذباََ , لكن بالحقيقة  لم يحكمهم اي دين او مبدا إلا " مبدأ المصالح الاقتصادية البحتة" وأبتدأ العالم يبتعد عـن الدين والله شيئاََ فشيئاََ باسم التحضر والتحرر , والاباحية والحرية الجنسية واستعمال موانع الحمل , وإبتدأ الانحلال الديني في امريكا وبريطانيا أولاََ وانتشر في معظم اوربا الغربية ثم الشرقية واخيراََ وصل إلى اسيا الشرقية منشراََ كالنار في الهشيم , وحتى في دول كانت تعـتبر معاقلاََ مسيحية كاثوليكية لحقت بالتآكل الايماني في اوربا مثل ايطاليا واسبانيا .

وبإنتهاء وتفكك الاتحاد السوفياتي في نهاية سنة 1991 , بدت حدة الرعب النووي تتقلص وتخف ,ويمر العالم الى الوقت الحاضر بفترة من السلام النوعي عدا مناطق من العالم يسودها الدماركالعراق وافغانستان واجزاء من افريقيا وغيرها  بسبب الجشع الغربي المستمر, إلا أنَّ العالم يسير بسرعة مخيفة بإتجاه عدم الايمان والالحاد  والاباحية الجنسية وتفكك القيم الاخلاقية في معظم مجتمعات العالم ,  وإِبتدأ إنتشارالاوبئة الفتاكة مثل الايدز في العالم أجمع  وخاصة في أفريقيا وهناك شعوب ُُ فيها مهددة بألإنقراض بسببهِ , وكل ما يفعلهُ الغرب هو التفرج سامحاََ لشركات الادوية بـإحتكار الدواء وبيعه بأسعار خيالية بحجة حقـوق الملكية لإنتاج الدواء بحيث لا يمكن لهذهِ المجتمعات البسيطة من دفع تكاليف الدواء بالرغم من إِنَّ الـدواء ليس فعالاََ للقضاء على المرض.

ملاحظـة: لقد أعلن الفاتيكان الرؤيا الاولى والثانية في سنة 1942 أثناء الحرب العالمية الثانية , ولم يسمع معظم العالم بهما إلا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية  وموت الملايين من البشر.  كذلك لم يتم تكريس روسيا لقلب العذراء الطاهر إلا بعد مرور 65 سنة , اي بتاريخ 13/05 / 1982 حين قام البابا يوحنا بولص الثاني بتكريس العالم لقلب العذراء اي بعد سنة كاملة من تاريخ إطلاق الرصاص عليهِ , ومع ذلك لم يتم التكريس حسب طلب العذراء ويسوع المسيح والذي أكد هو الآخر للأُخت لوسيا أَثناء  ظهوره لها في الشهر الخامس من سنة 1936 ظرورة تكريس روسيا بالاسم من قبل البابا وجميع المطارين كلُُ في كنيسته في جميع أنحاء العالم وفي نفس اليوم والوقت وفي قداس علني مخصص لهذا الغرض .

وعندما سألت لوسيا المسيح وقالت"يا إلهي, ولكني إن قلتُ للبابا سوف لن يصدقني , الا إذا اوحيت أنت له ذلك بطريقة ما"

فقال يسوع " اي نعم الـبابا !! صلي من اجله كثيراََ , فهو سيُكرس روسيا ولكن سيتأخر كثيراََ , وفي الاخير سيُنقذ قلب العذراء الاقدس روسيا وتتوب , لأن روسيا امانة اعطيت لها."

 ومن المعروف إنَّ البابا يوحنا بولص الثاني بكى , عندما قُرِأّت هذِهِ الكلمات له بعـد حادث إطلاق النار عليهِ , وقد علم البابا بأنَّ التكريس الذي تم في 13/05/1982 لم يفي بالشروط التي وضعـتها العذراء.        



الرؤيا الثالثة

 إلى يسار العذراء وإلى الاعلى منها قليلاََ رأينا ملاكاََ وبيده اليسرى سيفاََ ملتهباََ ولما شهره كانت  تخرج منهُ السنة نار وكأنها ستحرق الارض, ولكن هذه الالسنة النارية كانت تخمد بواسطة البهاء الذي كان ينبعـث من يد العذراء اليمنى بإتجاههِ, وأشار الملاك بيدهِ اليمنى بإتجاه الارض ثم صرخ " التوبة" " التوبة" " التوبة", فرأينا في ضوء شديد الذي هو الله , رأينـا ما يشابه لما يرى الناس إنعكاساََ عندما يمرون امام المرآة , راينا أسقفاََ بملابس بيضاء إعتقدنا إنهُ البابا وخلفه مجموعة من الاساقفة والرهبان ورجال ونساء من المؤمنين يصعـدون جبلاََ شديد الانحدار والذي في أعلاه كان هناك صليباََ كبيراََ من اغصان خشنة كما من شجرة الفلين مع قشرتها. وقبل وصولهِ إلى الاعلى مر البابا وسط مدينة كبيرة نصفها مهدم والنصف الاخر يتقلقل, وكان البابا يسير خطوة ثم يقف مملوء من الالم والأسى , وكان يُصلي لارواح الجثث التي يمر بجنبها ويصادفها في طريقهِ, وعندما وصل إلى قمة الجبل وهو على ركبتيهِ أسفل الصليب الكبير , أطلق جمعُُ من الجنود الرصاص والاسهم عليه فمات, وكذلك مات بقية الاساقفة والرهـبان والرجال والنساء المؤمنون الواحد تلو الآخر وكذلك الكثير من العلمانيين من مختلف المراكز والمراتب. وكان تحت يدي الصليب ملاكان بيديهمـا مرشان من الكرستال كانا يجمعان بهما دم الشهداء ويرشان الارواح وهي في طريقهـا إلى الله  .



كنيسة ماريا دي أريا في اراكولي على قمة الكابيتولين وهو أشد تلال روما انحداراََ


التفسير: الرؤية الثالثة كتبتها الاخت ماريا لوسيا في 3/01/1944 بناءِِ على طلب من اسقف ليريا عندما كانت مريضة حرصاََ على الرؤيا من النسيان او الضياع في حالة حدوث مكروه لها وكذلك حسب طلب العذراء منها في وقت ظهورها لها بتاريخ 02/01/1944 مؤكدةََ وجوب كتابة الرؤيا الثالثة , ولكن بالرغم من كتابتها إلا أن الاخت لوسيا لسبب غـير معروف تماماََ وضعـتها في مضروف  وكتبت فوق المضروف الذي وضعـت فيهِ الرؤيا طلب أن لا يفتح المضروف إلا في  سنة 1960 أو في حالة موتها ايهما أول, وعند سؤالها لماذا سنة 1960 قالت لان العذراء قالت في هذا التاريخ ستكون الرؤيا أوضح وابسط للفهم. ثم سلمت المضروف لاسقف ليريا ليحفظه لديه , وفي 04/04/1957 ارسـل المضروف إلى الفاتيكان وحُفِظ في الخزائن ولم تعلن الرؤيا الثالثة بل وضعـت طي الكتمان من قبل كل من البابوات بيوس الثاني عشر ويوحنا الثالث والعشرين و بولس السادس و يوحنا بولس الاول واخيراََ يوحنا بولس الثاني الذي اعـلنها بتاريخ 26/06/2000 معـتقداََ إنَّ الرؤيا الثالثة قد إكتملت فيه حيثُ أُطلق الرصاص عـليهِ بتاريخ 13/05 / 1981 , مُعتقَداََ أنَّ العذراء هي التي نجتهُ وحالت دون موتِهِ , وعليهِ لم يبقى من حاجة لكتمان الامر .

السؤال المحير هو " لما لم تعلن الرؤيا الثالثة بعد اطلاق النارعلى البابا يوحنا بولس الثاني بتاريخ 13/05/1981  مباشرةََ , فهو كان قد ارسل لجلبها اليهِ ليقرأها وهو في المستشفى اي بعد 64 سنة بالكمال والتمام من بدء الرؤية والتي ابتدأت في 13/05/1917 , فإن كانت العذراء قد طلبت من لوسيا اعلان الرؤيا في سنة 1960 فلما لم يُعلنها خاصةََ وانه كان من الاعتقاد بأن الرؤيا الثالثة  قد تمت فيه , فلما كان انتظار 40 سنة كاملة لإعلان الرؤيا في 26/06/2000 ؟"

إن لم يتم تصديق الاطفال فلماذا تم تطويب وإعلان قداسة فرانسسكو وجاكنتا بتاريخ 13 / 05 / 2000 .

وان تم تصديقهم فلماذا لم تعلن الروؤى في حينهِ بل اعلنت الروؤى الاولى والثانية في 1942 , أي من دون ان ينفع الاعلان البشرية في شيء كتأجيل او تدخل القدرة الالهية بتقديم الصلوات والإيمان لمنع الحرب العالمية الثانية وكل كوارثها. وأُعلِنت الرؤيا الثالثة في 26/06/2000  بـدل 1960 , هل تخوف الفاتيكان من الرؤية لهولها بحسبِ  رأي  القساوسة او الكرادلة او حتى البابا نفسهَ؟  فهل هم احرص من العـذراء مريم او يسوع المسيح على الكنيسة اوالايمان وطريق الخلاص أوالخوف من هلاك البشر,  خصوصاََ وقد طلب كلا العذراء مريم ويسوع المسيح بنشر الرؤيا على العالم في 1960. 

أضف إلى ذلك وجود جملة إعتراضية لا محل لها من الاعراب والتي تقول ". في البرتغال سيكون الايمان دائماََ موجود.... الخ" فيما بين الرؤيا الثانية والثالثة, فمعناه إن هناك كلمات أُخرى  بعد كلمة " الخ" فما هي هذه الكلمات التي أُمتُنِعَ او مُنِعَ ذكرها وإنتشارها  لتصبح الرؤيا الثالثة نتيجة حتمية  لتكملة هذهِ الجملة.

أي إِنَّ الكلمات التي لم تُذكر وأكتفي بوضع كلمة " الخ" مكانها كانت تشير إلى ضعف الايمان والابتعاد عـن الله في مناطق مسمات بالاسم من أوربـا وأمريكا وكثير من الدول التي تدعي الحضارة والتقدم والتي أصبح فيها الإيمان بالله أو بوجوده من علامات التخلف والسذاجة , وراح الكثيرون يتبأهون بعدم إيمانهم بالخالق وراحوا يتباكون وراء العلم والعلماء في إثبات نظريات الانفجار الكوني وعمر المتحجرات , وبطلان خلق آدم وحواء وعدم حدوث الطوفان في زمن نوح , وبطلان سقوط أسوار أريحا, وبطلان الخلق في ستة أيام , وإِنَّ ما كُتِبِ في الانجيل بعهديهِ القديم والجديد ليست إلا أساطير منقولة من قبل اليهود أثناء السبي البابلي والاشوري ومن ملحمة كلكامش وخَزعبلات الفراعنة وما تعـلمَـهُ دانيال وحزقيال وغيرهم من الانبيـاء أثناء وجودهم في البلدان التي سُبوا إليها , وكأنَّ الله أقل علماََ من بابل الكلدانيين أو الفراعنة أو كلكامش وقصة بدء الخليقة لأَّنَّ المسكين لم يكن هناك أثناء تكوين العالم ,  ولا نقول خلق العالم حتى لا نؤذي مشاعرمن يُعلمون التعاليم الجديدة ويُروجون لها من داخل كنيسة المسيح ذاتُها,  ثُم يتّباكون على ضعف الايمان في العالم وبيع الكنائس في أوربا وأمريكا وتحويلها إلى بيوت للهو ولعب القمار أو حانات للمشروبات والسكر والعربدة والدعارة , وثُم يُكرزون بالخلاص وبنفس الوقت يشكون في قُدرات الله ومسيحهِ وقوتِهِ وكلمَتِهِ, وهم أحوج الناس للإيمان الصادق الذي بهِ يُـبشرون وعليهِ يتَباكون.

 نعم كل هذا الارتداد وعدم الايمان يسـبق ظهـور المسيح الدجال ونهاية العالم كما تصف ذلك رؤية يوحنا وكذلك كما تصفهـا الرؤية الثالثة التي أرتها العذراء للأطفال الثلاثة والتي تصف حال البابا الاخيرالذي يقتلهُ شلة من الجنود بالرصاص والاسهم في مدينة نصفها مهدم , ونصفها ألآخر يتقلقل يريد السقوط والبابا يسير بين جثث مِنْ مَنْ ماتوا في الانفجار يخطو خطوة إلى أمام ثم يقف من هول ما حصل لمدينة روما ذاتها بعد قصفها ,  يُصلى على أرواح من ماتوا , والجدير بالذكر هو أّنَ الكابيتولين هو أشد تلال روما انحداراََ ويتوسط مدينة روما وفي علاه تقع كنيسة القديسة ماريا دي أريا في اراكولي فيبدوا إِنَّ البابا في طريقهِ إلى هذهِ الكنيسة للإعتراف بصدق الرؤيـا للعذراء وليطلب منها إنقاذ العالم قبلَ أَنْ يُقتل هو أيضاََ وبعـدهُ الكرادلة والاساقفة والمؤمنين الواحد تلو الآخر كما تقول الرؤيا , وليس كما تصور البابا الراحل يوحنا بولص الثاني رحمـهُ الله  مُعـتقِـداََ إنَّ اطلاق الرصاص عليه ونجاتُه هما المقصودان بالرؤيا, فعلى كم جثة مرَ قداستهُ أثناء موكبهُ؟ وكم من الكرادلة والمؤمنين مات بعد إطلاق النار عليهِ؟ وهو شخصياََ لم يَمُت في حينِهِ بل دخل المستشفى ليتعافى بعدها.

 وبإعتقادي فلقد سمح الله والعذراء بالحادث واطلاق النارعلى الباباِ بنفس يوم ذكرى الرؤيا السنوي والذي هو 13 / 5  لا لقتلهِ بل من أجل دفعِهِ لنشر الرؤيا على العالم , ومع ذلك لم تنشر الرؤيا كاملة إلا بعد سنة من الحادث , لا بل واُستُقطِعَ جزء منها ووضع تحت كلمة " الخ".

نحن نعرف من كلام القديس بولص في

2 تسالونيكي ( 2 ـ 3 ) : لا يخدعنكم أحد بوجه من الوجوه لانه لابد أن يسبق الارتداد اولا ويظهر إنسان الخطيئة إبن الهلاك ( 4 ) المعاند المترفع فوق كل ما يُدعى الهاََ أو معبوداََ حتى أنهُ يجلس في هيكل الله ويري من نفسه إنه هو الله . ..... ( 7 ) فإن سر الاثم آخِذُُ في العمل غير إن العائق يعوق الان الى أن يرفع من الوسط ( 8 ) حينئـذِِ يظهر الذي لا شريعة له فيهلكه الرب يسوع بنفس فـمه ويبطله بسني مجيئه ( 9 ) ويكون مجيئه بعمل الشيطان بكُلِ قوة وبالعلامات والعجائب الكاذبة ( 10 ) وبكل خدعة ظلم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق ليخلصوا .

ففي زمن القديس بولص كان الايمان موجود ولذا لم يستطع المسيح الكذاب من الظهور, لكن الآن والايمان يتناقص في كل مكان, بالرغم من إنَّ الايمان في البرتغال لا زال موجوداََ أو سيبقى بعضِِ منه كما قالت العذراء , إلا أنَ الارضية قد تم تمهيدها لظهور المسيح الكذاب والذي باتَ وشيكاََ وعلى الابواب , وقد قال المسيح ذاته في:

متى (24 - 21) : لأنهُ سيكونُ حينئذِِ ضيقُُ شديدُُ لم يكُن مثلهُ مُنذ ُأولِ العالم الى الان ولن يكونَ (22) ولولا أن تلكَ الايامَ ستُقصرُ لما يخلصُ ذو جَسَدِِ لكن لأجلِ المختارين ستُقَصرُ تلكَ الايامُ ( 23 ) حينئِذِِ إن قالَ لكُم أحدُُ إن المسيح ههنا أوهناكَ فلا تصَدقوا ( 24 ) فسيقومُ مُسَحاءُُ كذبةُُ وأنبياءُُ كذبةُُ ويعطونَ علامات عظيمةََ وعجائِبَ حتى إِنَهُم يضلونَ المُختارينَ لو أمكنَ (25) هآنذا تَقَدَمتُ فقلتُ لكُم ( 26 ) فإن قالوا لكم ها إنهُ في البريةِ فلا تخرجوا أو ها إِنَهُ في المخادعِ فلا تُصدِقوا ( 27 ) مثلما أن البرقَ يخرجُ من المشارقِ ويظهرُ الى المغاربِ كذلكَ يكونُ مجيُْ إبنِ البشـرِ ......( 29 ) وعلى أثَرِ ضيقِ تلكَ الايامِ تظلمُ الشمسُ والقمرُ لا يُعطي ضوءهُ والكواكبُ تَتَساقطُ من السماءِ وقواتُ السماءِ تَتَزعزعُ ( 30 ) حينئِذِِ تظهرُ علامةُ إبنِ البَشَرِ في السماءِ وتنوحُ حينئِذِِ جميعُ قبائلِ الارضِ ويرونَ إبنَ البشَرِ آتياََ على سحابِِ السماءِ بقوةِِ وجلالِِ عظيمينِ ( 31 ) ويرسِلُ ملائكتِهِ بِبوقِِ وصوتِِ عظيمِِ فيجمعونَ مُختاريهِ من الرياحِ الاربعِ من أقاصي السماواتِ الى اقاصيها.

آمِين! تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ!

وفي لوقا ( 21 - 25 ) : وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم وعلى الارض كرب أُمم بحيرة , البحر والامواج تضج. (26) والناس يُغشى عليهم من خوف وإنتظار ما يأتي على المسكونة لان قوات السموات تتزعزع. (27) وحينئذِِ يُشاهدون إبن البشر آتياََ على سحابة بقوة وجلال عظيمين .(28) ومتى إبتدأت هذه تكون فإنتصبوا وارفعوا روؤسكم لان نجاتكم تقترب. ( 29 ) وقال لهم مثلا إنظروا الى شجرة التين وكل الاشجار. ( 30 ) فإنها إذا أورقت علمتم إن الصيف قد دنـا. ( 31 ) كذلك انتم إذا رأيتُم إن هذا واقع فإعلموا إن ملكوت الله قريب. ( 32 ) الحق أقول لكم إنه لا يزول هذا الجيل حتى يكون الكل. ( 33 ) السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول .

كما وهناك نبوءة القديس ملاخي المحفوظة في ارشيف الفاتيكان والتي تتنبأ بأعداد البابوات من تاريخ النبوءة التي كانت في سنة 1139 ولغاية نهاية العالم, والعدد المذكور فيها هو 111 بابا والبابا بندتيكس الحالي فيها هو الرقم 111 والاخير حسب النبوءة وتصفه النبوءة باسم بيتر الروماني و مجد الزيتون , وللعلم فقد كان يلقب من قبل الكرادلة قبل استلامه مهامه البابوية بالروماني ومجد الزيتون تعني إنَّ في ايامه سيكون سلام ولكن مع الاسف هذه النبوءة تتنبأ أيضاََ بخراب روما وتدميرها من قبل المسيح الكذاب في الايام الاخيرة.

وفترة السلام التي تكلمت عنها العذراء التي تسبق مقدم المسيح الكذاب وحكمهِ على ربع مساحة الارض اليابسة في العالم وحروبهِ التي يشنها على كل العالم الباقي الذي يدعي المسيحية هي الفترة من بعد انتهاء الرعب النووي وتهدم الاتحاد السوفياتي ووقتنا الحاضر(المعنون بفترة نقص الايمان وانعدامه)  ولغاية النهاية, اي الفترة التي تسبق نهاية العالم والايام الاخيرة بكل أهوالها.

واليكن سلام المسيح فيكم وعليكم أجمعين , أميـن

بقلم / نوري كريم داؤد

15 / 07 / 2006 



"إرجع إلى ألـبــدايــة "